روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | شكوك الزوجة ... إلي أين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > شكوك الزوجة ... إلي أين


  شكوك الزوجة ... إلي أين
     عدد مرات المشاهدة: 2986        عدد مرات الإرسال: 0

مقال اليوم من قبيل المضحك المبكي هاكم الموقف على ذمة المرسل.. طلبت مني زوجتي إحضار بعض الحلويات فذهبت لأحد المحال المعروفة وإذ بأحدهم يستقبلني بحفاوة، كان شابا وسيما الملفت أن صوته أنثوي! ولا أبالغ إذا قلت إنه أخفض وأنعم من أصوات بعض النساء! وأثناء الحديث عن الطلبات إتصلت زوجتي وإذا به الناعم صوتا وصورة لم يزل يتمم حديثه معي وفجأة إستشاطت زوجتي متسائلة بحنق أين أنت ومن هذه المرأة؟ فأجبتها على الفور أنا في محل الحلويات ولا يوجد به نساء قط.. لم تصدق جازمة بأنني أتحدث مع امرأة لا أخفيك نعتتني بأقذع الأوصاف قبل أن تقفل الهاتف في وجهي.. إشتريت المطلوب على مضض وعدت أدراجي فلم أجدها حاولت الإتصال بها لا جدوى فذهبت لبيت والدها فإذا به مستاء ناقم شرحت له الإلتباس فلم يصدقني قابلت زوجتي بعد إلحاح وإذ بها تنهال علي شتما طالبة الطلاق أحسست حينها أني في ورطة حقيقية لكن سرعان ما تبادر لذهني إحضار ذلك الشاب وبالفعل ذهبت سريعا للمحل وشرحت له الموضوع وإستعطفته بأن حضوره سوف ينقذ حياة زوجية على شفير الفشل وافق الشاب بعد أن ساومني بإعطائه ألف ريال مقابل هذه المهمة الإنسانية! إستجبت وبخنوع ولو طلب أكثر لما ترددت حينها المهم أرجع زوجتي إصطحبته واستأذنت والد زوجتي بدخوله ومجرد أن تحدث معه قهقه بهستيرية لا تخلو من الإستهجان.. على ضوئها تجلت براءتي حيث إن زوجتي سمعت صوته البهي وصلت الشاب الذي كاد أن يكون سببا في تطليق زوجتي وأعطيته المبلغ وبعدها إصطحبت زوجتي إلى حيث عش الزوجية.. أزعم أن المرسل أراد بهذا الموقف إضفاء الطرافة وهو فعلا مثير للضحك لكنه وبذات القدر باعث للحزن والتندر بوصفه يستبطن وبجلاء مرض الشك وإن شئنا الدقة الوساوس، فقد نكأ هذا الموقف الكثير من المواقف والقضايا المشابهة والتي كان مآلها ولم تزل الطلاق أو حياة بائسة يسكنها الإرتياب وفقدان الثقة في أحسن الأحوال بسبب شكوك واهية لا وجود لها إلا في مخيلة الزوجة الموسوسة.

لست في مقام المدافع عن الأزواج ونصرتهم فثمة من لا يستحق أن يكون زوجا لإنغماسه في وحل الأخطاء وربما الخطايا ولكن هذا لا يعني ويجب ألا يعني أن تكون الشكوك والتربص هما الأداة -الرادار!- إن صح الوصف الذي تتوسله الزوجة لمتابعة تحركات زوجها ومن جملته وأقله -شمشمة- ملابسه وإختراق جواله! نتفهم لا بل ونثمن غيرة الزوجة وتوجسها من أن يلوذ زوجها بغيرها أو حتى ينجر لمهاوي الإنحراف وهو بالتأكيد حق مشروع وصحي لكن يجب ألا يغيب عن بالها بأن الشكوك هي التي قد تفقدها زوجها نعم فليس كل الأزواج طيعين ومسالمين على شاكلة صاحبنا المرسل -يكالب لإثبات براءته- فثمة أزواج يستهجنون الشك ويعتبرونه إهانة وهو كذلك بالفعل.

أتمنى على جميع الزوجات بأن يزلن الشكوك من أدمغتهن لأنها إن عشعشت ستقضي لا محالة على حياتهن الزوجية وربما تفضي لإعتلال صحتهن والأرجح الإثنان معا.. رب قائلة ممتعضة هل نترك أزواجنا -يسرحون ويمرحون- دون حسيب أو رقيب؟ بالطبع لم أقصد اللامبالاة والتبلد الحسي فهو أيضا مرض لا يقل عن سابقه غاية القصد الأسلوب التهكمي المباشر وغير المحسوب لأنه لن يجدي حتى في حال ثبوت الشك وتكمن خطورته في ردة فعل الزوج المفضوح فيكون مآلها الطلاق وبهذا المعنى فهي مغامرة..

قصارى القول إذا كانت الزوجة تشك بزوجها لمجرد الشك أي ليست باقية على وده فلتفعل ما بدا لها وعليها توقع التبعات أما إذا كانت توده فيجدر بها تحوير شكوكها الطاردة بإستمالته وكسبه وأزعم وبشيء من التأكيد أن هذا الأسلوب سيقرب الأزواج لناحية زوجاتهم وبمقتضاه سوف ينأون عن هناتهم ونزواتهم إن وجدت على فرض وجود بصيص من الحياء وشيء من رجاحة التفكير.. عموما سوف أختم بموقف أحسبه لا يقل طرافة، حصل مع أحد الأصدقاء، يقول: زوجتي شكاكة جدا وقد اتصلت بي يوما بينما كنت في السيارة أنصت لبرنامج تقدمه إحدى المذيعات وأثناء الحديث ضحكت المذيعة بغنج سافر الطبيعي والمفترض أن أترك العنان للمذياع يصدح والمذيعة تلعلع ريثما يتعالى صوت رجل أجش يبدد شكوك زوجتي لكنني وبحماقتي أغلقته وهذا ما جلب علي محاضرة قاسية من زوجتي حين وصولي عن المرأة وسر ضحكاتها الصاخبة! وبعد سجال طويل ومرير كسبت الجولة.. لكنها بالفعل كادت أي المذيعة تشعل فتنة في بيتنا.. لقد قدر لصديقي أن يفلت وإن بإعجوبة من شكوك زوجته العدمية لكن لنتخيل لو أن نفس الموقف حصل مع المرسل صاحب الموقف الأول، ماذا عساه أن يفعل ليثبت لزوجته من هي صاحبة الضحكات الأثيرية.

بقلم: علي بن سعد الزامل.

المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.